فأكلها، ثم قام يصلي، فأخذت ثيابه فقالت: ألا توضأ يا رسول الله؟ قال: مما يا بنية؟ قالت: قد أكلت مما مسته النار؟ ! قال:" فذكره.
قلت: وإسناده ضعيف على ثقة رجاله، فإن ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه، على أن في حفظه شيئا، ولذلك فهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث، ولم يكن فيما رواه علة، ولذلك قال الذهبي في آخر ترجمته:
" فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حسن الحديث، صالح الحال، صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة، فإن في حفظه شيئا، وقد احتج به أئمة، فالله أعلم. وقد استشهد به مسلم بخمسة أحاديث لابن إسحاق ذكرها في صحيحه ".
فإن قيل: يبعد أن يكون بين محمد بن إسحاق وأبيه شخص، ثم دلسه ابن إسحاق؟ .
قلت: إن سلمنا ذلك، فقد وجدت له علة، وهو الاختلاف في سنده ومتنه، فقال أحمد (٦/٢٨٣) : حدثنا حسن بن موسى: حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن الحسن بن الحسن عن فاطمة قالت:
" دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم.... " الحديث نحوه؛ وفي آخره:
" فقال لي: أوليس أطيب طعامكم ما مسته النار ".
وهكذا أخرجه أبو يعلى (٤/١٥٩١) : حدثنا إبراهيم بن حجاج السامي: أخبرنا حماد به إلا أنه وقع عنده " الحسن بن أبي الحسن ". وعليه جرى الهيثمي فقال (١/٢٥٣) بعدما عزاه لهما - أحمد وأبي يعلى -:
" والحسن بن أبي الحسن ولد بعد وفاة فاطمة، والحديث منقطع ".
وكأنه يعني به الحسن البصري، فإنه يصدق عليه أنه ولد بعد وفاة فاطمة،