قلت: بل هو ضعيف جداً؛ لقول الدارقطني فيه:"متروك"، فلا يستشهد به.
وعزاه السيوطي في "الجامع" للشيرازي في "الألقاب" من حديث ابن عباس، ولابن عساكر من حديث هند بن أبي هالة، ولفظه:
"إن الله أبى لي أن أتزوج أو أزوج إلا أهل الجنة".
والله أعلم بإسنادهما، وما أظن أنهما يصلحان للاستشهاد بهما.
ثم رأيت الحديث في "أوسط الطبراني"(١/ ٢٢٦/ ١/ ٣٩٩٧) قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي قال:أخبرنا محمد بن أبي النعمان الكوفي قال: أخبرنا يزيد ابن الكميت قال: أخبرنا عمار بن سيف به. وقال:
"لم يروه عن هشام بن عروة إلا عمار بن سيف، ولا عن عمار إلا يزيد بن الكميت، تفرد به محمد بن أبي النعمان".
قلت: ولم أجده له ترجمة، وابن الكميت ضعيف جداً كما عرفت. ومن تابعه أشد ضعفاً منه، ومدار الطرق كلها على عمار بن سيف وهو ضعيف مع عبادته، وقد اختلف عليه في إسناده، فمنهم من رواه عنه عن إسماعيل عن ابن أبي أوفى، ومنهم من رواه عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر أو عمرو، ومنهم من قال: عن ابن عمرو ولم يشك كما تقدم.
ثم روى الحارث بسند جيد عن القاسم بن يزيد عن أبي عبد الله بن مرزوق أو ابن روق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"عزمة من ربك، وعهد عهده إلي أن لا أتزوج إلى أهل بيت.."، الحديث نحوه.