فرأيت رجلاً من ولد يزيد بن جعدبة، كان قدم عليكم البصرة،وكان [عنده] أحاديث الأعرج. قلت: لسفيان: قال بعضهم: نرى أنه يزيد بن فلان بن يزيد بن جعدبة. ويزيد بن جعدبة هو جده (لعل الصواب: جد) الذي كان عندكم. قال علي: وهو يزيد بن عياض".
قلت: يتضح من هذا الذي ذكره البخاري أمران:
الأول: أن يزيد بن جعدبة الذي رأى بعضهم أنه صاحب هذا الحديث والذي كان قدم عليهم البصرة متأخر عن هذا، بل هو حفيده، ولذلك أنكر ذلك سفيان وذكر أنه رآه في طريق مكة، وجزم أن يزيد بن جعدبة صاحب هذا الحديث ليس هو البصري هذا بل هو جده. وهذا هو الذي لا يظهر غيره؛ إذ يبعد جداً أن يروي عنه من كان في طبقة من رآه ابن المديني.
والآخر: جزم علي بن المديني بأن يزيد بن جعدبة الذي في إسناد هذا الحديث هو يزيد بن عياض، وهذا موافق لما تقدم عن ابن عدي وغيره من الحفاظ الذين سبق ذكرهم.
ومما سبق من التحقيق تبين صواب جزم الهيثمي بأنه يزيد بن عياض بن جعدبة وأنه كذاب. وأن الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي كان واهماً في تخطئته إياه في تعليقه على "كشف الأستار" وعلى "مسند الحميدي". ومن الغريب أنه أحال في تبيين ما ادعاه من التخطئة على "تاريخ البخاري"، وهو حجة عليه لو كان تفهمه وتبين مراده منه.