قلت: وليس كما قالا، بل هو إسناد ضعيف، فإن مرثداً هذا - وهو ابن عبد الله الزماني ويقال: الذماري - مجهول، ولم يخرج له مسلم شيئاً، قال الذهبي نفسه في ترجمته من "الميزان":
"فيه جهالة، ذكره العقيلي وقال: لا يتابع على حديثه. هكذا وجدت بخطي، فلا أدري من أين نقلته، إلا أنه ليس بمعروف".
وقال الحافظ في "التقريب":
"مقبول". يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث.
قلت: والظاهر أنه قد تفرد بهذا السياق؛ فقد قال البزار:
"لا نعلمه إلا بهذا الإسناد".
فهو ضعيف منكر، وأنكر ما فيه قوله:"إن الله لو شاء لأطلعكم عليها".
وقد أخرجه أحمد (٥/ ١٧١) من هذا الوجه دون قوله هذا، وزاد فقال:
"أقسمت عليك بحقي عليك".
والإقسام بغير الله تعالى منكر آخر لا يجوز.
وقد جاء عن أبي ذر بإسناد آخر خير من هذا ما هو معارض له. فروى جبير ابن نفير عن أبي ذر قال:
قمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان إلى ثلث الليل الأول، ثم قال:"لا أحسب ما تطلبون إلا وراءكم"، فقمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى أصبح، وسكت.