أبو عبد الرحمن السلمي بإسناده عن الهيثم بن مالك قال:
خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس، فبكى رجل بين يديه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره، وقال:
"هكذا جاء هذا الحديث مرسلاً":
قلت: فلو صح الإسناد به إلى الهيثم بن مالك - وهو الطائي الشامي لكان ضعيفاً، فكيف وهو من رواية (أبي عبد الرحمن السلمي) وهو الصوفي المتهم، واسمه (محمد بن الحسين) ، قال الذهبي في "المغني":
"تكلم فيه، وما هو بالحجة، وقال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان: "كان يضع الأحاديث للصوفية. قلت: وله في حقائق التفسير تحريف كثير".
قلت: وأنا أخشى أن يكون هذا الحديث من موضوعاته؛ لأنه يتنافى مع أصول الشريعة وقواعدها التي نص عليها القرآن الكريم، كقوله تعالى (ومن يتزكى فإنما يتزكى لنفسه) ، وقوله (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) .
ومثله: ما أخرجه البيهقي أيضاً (٨١١) من طريق إسحاق بن إبراهيم: أنبأنا عبد الرزاق عن معمر عن شيخ لهم عن عمرو بن سعيد عن مسلم بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله سائر ذلك الجسد على النار، ولا سالت قطرة على خدها فيرهق ذلك الوجه قترة ولا ذلة، ولو أن باكياً في أمة من الأمم - رحموا، وما من شيء إلا له مقدار وميزان؛ إلا الدمعة؛ فإنه يطفأ بها بحار من النار".
وقال البيهقي:
"هذا مرسل، وروي من قول الحسن البصري".
قال المنذري (٤/ ١٢٦/ ١٥) :
"وهو أشبه".
وأعله بالراوي الذي لم يسم. وعمرو بن سعيد لم أعرفه، وإسحاق بن