والعرس هذا هو أخو عدي بن عميرة، قيل: إنه صحابي كما في "التقريب"، فإن كان الطبراني رواه عن العرس هذا من وجه آخر غير هذا الوجه المضطرب فهو مما يقويه. وإلا فيزيده وهناً على وهن. والله أعلم.
ثم رأيت الحافظ العراقي يقول في "تخريج الإحياء"(٢/ ٢٧١) : "رواه أحمد من حديث عدي بن عميرة، وفيه من لم يسم، والطبراني من حديث أخيه العرس ابن عميرة، وفيه من لم أعرفه".
وهذا يخالف كلام الهيثمي:"ورجاله ثقات"! فليراجع.
(تنبيه) هكذا لفظ الحديث عند أحمد والطحاوي: "لا يعذب العامة بعمل الخاصة"، وكذلك هو في "المجمع" برواية أحمد والطبراني، وعكس ذلك الغزالي فساقه بلفظ:"لا يعذب الخاصة بذنوب العامة"، ومر عليه الحافظ العراقي؛ فخرجه مثلما رأيت ولم ينبه عليه بشيء، والصواب رواية من ذكرنا، ويؤيد ذلك رواية العرس بن عميرة ولفظها:
"إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة أن تغيره ولا تغيره، فذاك حين يأذن الله في هلاك العامة والخاصة".
هكذا أورده الطبراني في "المعجم الكبير"(١٧/ ١٣٨/ ٣٤٣) وسنده هكذا: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي: حدثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة: حدثنا سالم بن نوح: حدثنا عمر بن عامر السلمي: حدثنا خالد بن يزيد عن عدي ابن عدي بن عميرة عن العرس بن عميرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره.
قلت: وهذا الإسناد هو الذي وثق رجاله الهيثمي. وقال فيه شيخه العراقي:"وفيه من لم أعرفه".