"وليس بصواب، لأن الذي روى له هؤلاء أرطاة آخر حمصي: كنيته أبو عدي، وهذا بصري كنيته أبو حاتم".
قلت: فكان من تمام التحقيق أن يتنبه لهذه الزيادة الباطلة؛ لأن الأئمة الموثقين فيها إنما وثقوا أرطاة الحمصي؛ كما في "التهذيب" وليس البصري؛ فإن هذا ليس من الرجال الذين رمز إليهم في تلك النسخة!
ثم إن في إسناد علتين أخريين:
إحداهما: أبو كريمة؛ فإني لم أعرفه، ولم يذكروا في هذه الكنية غير الصحابي المعروف: المقدام بن معد يكرب الكندي، وغير الفرات، روى عنه أبو المليح الرقي: الحسن بن عمر، وهذا من الطبقة الوسطى منهم، وليس به - يقيناً -؛ لأنه قد صرح بسماعه من علي رضي الله عنه. فيمكن أن يكون الأول: المقدام رضي الله عنه؛ فإنه أدركه، ولكنهم لم يذكروه في الرواة عنه. والله أعلم.
والأخرى: شيخ الطبراني (علي بن سعيد الرازي) ، وبه أعله الهيثمي فقال في "المجمع"(٥/ ١٣١) :
"وهوضعيف".
قلت: وبإعلاله به فقط قصور ظاهر مما تقدم، وبخاصة أن كلام الطبراني عقب الحديث يشعر بأن الرازي لم يتفرد به.
ومن هذا التحقيق يتبين خطأ الحافظ أو تساهله حين قال في "الفتح"(١٠/ ٢٢٣) :