ومن العجيب أن الحاكم لما أخرجه (٢/ ٤٢٦) من طريقه قال:
"صحيح الإسناد"!
فتعقبه الذهبي بقوله:
"قلت: الصلت؛ قال النسائي: ليس بثقة، وقال أحمد: ليس بالقوي".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٧/ ٩٧) :
"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه الصلت بن دينار، وهو متروك".
والحديث رواه أيضاً عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه؛ كما في "الدر المنثور"(٥/ ٢٥١) وسكت عنه كما هي عادته! بل سكت عنه أيضاً الحافظ ابن كثير في "تفسيره"(٣/ ٥٥٦) بعد أن عزاه الطيالسي بإسناده المذكور، فأوهم القراء بسكوته أنه ثابت؛ فإن أكثرهم لا يعلمون أنه غير مؤاخذ بسكوته على الحديث إذا ساق إسناده؛ كما ذكرنا ذلك في غير موضع، ولكنه زاد في الإيهام بتعليقه على قولها في آخر الحديث:"كمثلي ومثلكم"، فقال ابن كثير:
" وهذا منها رضي الله عنها من باب الهضم والتواضع، وإلا فهي من أكبر السابقين بالخيرات؛ لأن فضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
قلت: ولا شك أنها كذلك رضي الله عنها، ولكن البحث: هل قالت ذلك؟! ولذلك اغتر بصنيع ابن كثير هذا مختصره الشيخ الصابوني فأورده في "مختصر تفسير ابن كثير" وقد زعم في مقدمته أنه لم يورد فيه ما لم يثبت من الحديث! وقد سبق ذكر أمثلة كثيرة من الأحاديث الضعيفة مما وقع في "مختصره"، وكذلك في مختصر - ابن بلده - الشيخ الرفاعي - رحمه الله تعالى -.