الصبح في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصبح ابن الزبير قد أولم، فأتى رسول ابن الزبير فقال: يا ابن رسول الله! إن ابن الزبير أصبح قد أولم، وقد أرسلني إليك، فالتفت إلي فقال: هل طلعت الشمس؟ قلت: لا أحسب إلا قد طلعت، قال: الحمد لله الذي أطلعها من مطلعها. قال: سمعت أبي وجدي - يعني النبي - - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"من صلى الغداة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، جعل الله بينه وبين النار ستراً".
ثم قال: قوموا فأجيبوا ابن الزبير، فلما انتهينا إلى الباب تلقاه ابن الزبير على الباب فقال: يا ابن رسول الله! أبطأت عني هذا اليوم؟ فقال: أما إني قد أجبتكم وأنا صائم، قال: فها هنا تحفة، فقال الحسن بن علي: سمعت أبي وجدي - يعني النبي - - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"تحفة الصائم الزائر أن يغلف لحيته ويجمر ثيابه ويذرر"(١) .
قال: قلت: يا ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعد علي الحديث، قال: سمعت أبي وجدي - يعني النبي - - صلى الله عليه وسلم - يقول:
"من أدام الاختلاف إلى المسجد أصاب آية محكمة، أو رحمة منتظرة، أو علماً مستطرفاً، أو كلمة تزيده هدى أو ترده عن ردى، او يدع الذنوب خشية أو حياء".
وقال البزار:
"لا نحفظه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، وعمير بن المأموم لا نعلم روى عنه إلا سعد بن طريف".
(١) أي يطيب، من (الذريرة) ، وهو نوع من الطيب مجموع من أخلاط، كما في " النهاية ".