وهذا معناه أنه شديد الضعف؛ كما هو معلوم عن البخاري في اصطلاحه هذا ونحوه.
ثم إن الراوي عنه ابن خنيس؛ قال الحافظ:
"مقبول".
قلت: فمثل هذه المتابعة الواهية لا تعطي الحديث شيئاً من القوة ولا تخرجه عن كونه موضوعاً. وهو ما صرح به ابن الجوزي ثم الذهبي والعسقلاني في ترجمة بشر بن عبيد، خلافاً لما جنح إليه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" تبعاً للحافظ العراقي في "تخريج الإحياء"(١/ ٣٠٩) فإنه قال:
"أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو الشيخ في "الثواب"، والمستغفري في "الدعوات" من حديث أبي هريرة بسند ضعيف"!
ومن التحقيق المتقدم يتبين لك خطأ المعلق على "المعجم الأوسط"(٢/ ٤٩٦) ، فإنه بعد أن حكى عن الهيثمي أنه قال في الدارسي:"كذبه الأزدي وغيره"، وعن الحافظ قوله في يزيد بن عياض:"كذبه مالك وغيره"؛ بعد هذا كله أتبعه بقوله:
"فالحديث ضعيف كما جاء في "ميزان الاعتدال" (١/ ٣٢٠) و "لسان الميزان" (٢/ ٢٦) في ترجمة بشر بن عبيد الدارسي".
قلت: والذي عندهما في هذه الترجمة إنما هو أن الحديث موضوع كما سبق مني، فلعل المعلق أراد أن يقول:"موضوع" فسبقه القلم فكتب: "ضعيف"، وإلا فالسياق والسباق يبطلان قوله هذا كما هو ظاهر بأدنى تأمل.