وما في الهندباء؟ قال: حدثني أبي عن جدي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(فذكره) .
ثم أتى بدهن، فقال: ادهن. فقلت قد ادهنت يا ابن رسول الله! قال: إنه بنفسج. قلت: وما في البنفسج؟ قال: حدثني أبي عن جدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إن فضل البنفسج على سائر الأدهان كفضل ولد عبد المطلب على سائر قريش، وإن فضل دهن البنفسج كفضل الإسلام على سائر الأديان".
قلت: وهذا حديث موضوع، ويد الصنع والتركيب فيه ظاهرة، وفيه آفات:
الأولى: بشر بن عبد الله هذا؛ فإنه شيعي غير معروف، والحافظ لما أورده في "اللسان" لم يزد على قوله:
"ذكره الطوسي في الرواة عن أبي جعفر الباقر، وولده جعفر الصادق رحمة الله عليهما، وقال: هو من رجال الشيعة".
فيحتمل أن يكون هو الذي وضعه لما هو معلوم عن الشيعة أنهم أكذب الطوائف إلا من عصم الله، وقد صرح الحافظ في ترجمة أرطاة: أنه مجهول.
الثانية: أرطاة بن الأشعث؛ فإنه هالك، وهاه ابن حبان كما تقدم في الحديث الذي قبله. وفي ترجمته ساق الحافظ حديثه هذا وقال:
"حديث منكر كأنه موضوع".
قلت: هو موضوع كما جزم به غير واحد على ما يأتي.
الثالثة: حفص بن عمر المازني. قال الحافظ في "اللسان":
"لا يعرف".
وقد قبله الضعفاء، وأسقط من إسناده (أرطاة) - وهو محمد بن يونس