رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان وغيره عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم بن عبد الله عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد رجاله معروفون، وبعضهم بالضعف مشهورون، مثل عبد الله بن صالح ورشدين بن سعد، فإن هذا أدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث؛ كما في "التقريب"، فلا أدري إذا كان هذا الحديث من تخاليطه أو من عبد الله بن صالح الكاتب؛ فقد تكلموا فيه كثيراً، وذكروا له حديثاً، لكنهم لم يتهموه به، وإنما اتهموا به خالد بن نجيح وهو جار له كان يضع الحديث في كتب الشيخ، ويكتب بخط يشبه خط الشيخ. ويرميه في داره بين كتبه فيتوهم الشيخ أنه خطه فيحدث به كما أفاده ابن حبان، وهو في نفسه سليم الناحية، ولهذا قال أبو حاتم:
"والأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس. ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب، كان رجلاً صالحاً".
قلت: فيمكن أن يكون هذا الحديث مما افتعله هذا الكذاب ودسه في كتاب عبد الله بن صالح، ثم رواه دون أن يتنبه له.
هذا إن سلم من الراوي عن أبي العباس أحمد بن محمد البغدادي فإني لم أعرفه، وفي "تاريخ بغداد" وغيره بهذا الاسم والكنية جماعة بغداديون، أو نزلوا بغداد لم يتبين لي من هو منهم. والله أعلم.
والحديث عزاه السيوطي "الجامع الكبير"(٦٩٥٧) لأبي الشيخ عن ابن عمر.