ولكنه وهم في التعبير، وأخر المتقدم، فوقع الأعظمي في الوهم وكان الصواب أن يقال:
"رواه البزار والطبراني، وإسناده ... ".
ليعود الضمير إلى أقرب مذكور:(الطبراني) ، فيرجع إليه الأعظمي فيجد إسناده ليس بالمطروح! كما قال الهيثمي، ولكن هذا يتطلب منه بحثاً وتعباً وجهداً، وهذا مما لم يظهر أثره ألبتة في تعليقاته على (الكتاب) ، إنما هي مجرد نقل لكلام الهيثمي من كتابه "مجمع الزوائد" إلى كتابه الآخر "كشف الأستار"!!
والطبراني قد أخرج الحديث في "المعجم الكبير"(٧/ ٣١٠/ ٧٠٧١/ ٢) ، وأحال بلإسناده على الحديث (٧٠٦١) ، ورواه من طريق محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة به.
فقد تابع يوسف بن خالد السمتي محمد بن إبراهيم هذا، أورده ابن حبان في "الثقات"(٩/ ٥٨) وقال:
"لا يعتبر بما انفرد من الإسناد".
قلت: وهذا من غرائب ابن حبان، فإذا كان هذا الرجل عنده لا يعتبر به فكيف مع ذلك يكون ثقة لديه؟! بل هو مجهول من المجاهيل الذين يوثقهم، ولو تفرد بالرواية عنه واحد كهذا؛ فإنهم لم يذكروا له راوياً سوى (مروان بن جعفر) الراوي لهذا الحديث عنه.
ثم إن شيخه جعفر بن سعد بن سمرة ليس بالقوي؛ كما قال الحافظ في "التقريب".