أخرجه أحمد (٥/ ٣٥٧) : حدثنا عفان: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مولة به. وقال عفان مرة:
"القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
هكذا وقع فيه في الرواية الأولى أربعة قرون، وفي المرة الأخرى خمسة قرون!
وهكذا وقع في "مجمع الزوائد"(١٠/ ١٩) من رواية أحمد، وهذا اضطراب ظاهر!
وقد خولف عفان في روايتيه، فقال أحمد (٥/ ٣٥٠) : حدثنا إسماعيل، عن الجريري به؛ إلا أنه قال:
"خير أمتي قرني منهم، ثم الذين يلونهم. قال: ولا أدري أذكر الثالث أم لا؟ ".
قلت: وهذه الرواية أصح من الأوليين؛ لأن إسماعيل - وهو ابن علية - ثقة حافظ من رجال الشيخين، بخلاف حماد بن سلمة؛ فإنه لم يحتج به مسلم إلا من روايته عن ثابت، ولم يحتج به البخاري أصلاً، وذلك؛ لأن في حفظه كلاماً، فروايته عند مخالفة من هو أوثق منه وأحفظ مرجوحة. ولا يمكننا أن ننسب هذا الاضطراب إلى الجريري - واسمه سعيد بن إياس - بحجة أنه كان اختلط؛ لأن كلاً من حماد وإسماعيل قد رويا عنه قبل الاختلاط.
نعم؛ يمكن عزو ذلك إلى عبد الله بن مولة شيخ أبي نضرة، فإنه لا يعرف؛ كما يشير إلى ذلك قول الذهبي في "الميزان":