جاءت أم سليم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: يا رسول الله! علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي، قال: ... فذكره، وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب". وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"،ووافقه الذهبي.
وأقول: هو كما قالا؛ لولا أن عكرمة بن عمار فيه ضعف من قبل حفظه، كما أشار إليه الحافظ بقوله:
"صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب".
قلت: فبحسب مثله أن يكون حسن الحديث، وأما الصحة؛ فلا. وهذا إذا لم يخالف من هو أوثق منه وأحفظ، وليس الأمر كذلك هنا؛ فقد قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف"(١/ ٨٥) :
"قلت: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: رواه الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أم سليم - وهو مرسل. وهو أشبه من حديث عكرمة بن عمار".
قلت: فمن صححه أو حسنه جرى على ظاهر إسناده المتصل، ولم يعلم هذه العلة التي نبه عليها الحافظ رحمه الله تعالى، وهي علة قادحة عند أهل الحديث، وهي الإرسال.
نعم؛ قد روي الحديث من طريق أخرى عن أنس مسنداً، ولكنها واهية لا تقوم بها حجة؛ لأن راويه عبد الرحمن بن إسحاق، عن حسين بن أبي سفيان، عنه قال: