قلت: كذا في النسخة المصورة، وهي سيئة جداً، ولعل الأصل:"كما سترى"؛ لأنه بعد هذه رواية أخرى من طريق العباس بن الفضل الأنصاري: حدثني القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن الزهري، عن يزيد بن شجرة، عن جدار - رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - - قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقينا عدونا، فقام، فحمد الله وأثنى عليه، فقال:
"يا أيها الناس! إنكم قد أصبحتم ... " فذكره (١) . وقال عقبه:
"والعباس أيضاً ضعيف، وحديثه أولى بالصواب".
قلت: فهذا يدل على ما ذكرته من أن الأصل: "كما سترى"، وإلا؛ ففي الرواية الأولى تصريح يزيد بن شجرة بسماعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولو صح السند بذلك إلى يزيد؛ لكان هذا هو الصواب، ولكان قول من جزم بصحبة يزيد بن شجرة هو الراجح، ولكن أنى ذلك وفي الطريق أبو يحيى التيمي؛ وهو ضعيف جداً كما سبق، بل هو كذاب؟!!
لكن قد جاء بإسناد آخر خير منه، فقال ابن أبي شيبة في "المصنف"(٧/ ١٤٦/ ١) : حدثنا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال: قام يزيد بن شجرة في أصحابه، فقال:
إنها قد أصبحت عليكم [وأمست] من بين أخضر وأحمر وأصفر، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم العدو غداً؛ فقدماً قدماً؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما تقدم رجل من خطوة إلا تقدم إليه الحور العين، فإن تأخر استترن منه،
(١) ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي عاصم في " الجهاد " (٩١ / ١) ؛ لكن تصحفت فيه (جدار) إلى (جابر) !