ويتخلص عندي أن الرجل ثقة له أوهام، فلا يحتج به إذا خالفه من هو أحفظ منه، وقد خولف في رفعه كما يأتي، وتابعه من هو مثله أو دونه؛ فقد أخرجه الحافظ ابن عساكر من طريق أبي حذافة: حدثنا مالك به. وقال:
"وقد رواه عتيق بن يعقوب عن مالك، وكلاهما غريب، وحديث عتيق أمثل إسناداً". قال الحافظ في "التلخيص"(٦٥) :
"وقد ذكر الحاكم في "المدخل" حديث أبي حذافة، وجعله مثالاً لما رفعه المجروحون من الموقوفات".
قلت: يشير إلى تجريح أبي حذافة - واسمه أحمد بن إسماعيل السهمي -، وقد ضعفه غير واحد، وقال ابن خزيمة:
"كنت أحدث عنه، إلى أن عرض علي من روايته عن مالك ما أنكره قلبي، فتركته". وقال ابن عدي:
"حدث عن مالك وغيره بالأباطيل".
أما المخالفة التي أشرنا إليها؛ فهي أن عبيد الله بن عمر رواه، عن نافع، عن ابن عمر قال:"الشفق: الحمرة". رواه البيهقي.
وتابعه العمري عن نافع به. أخرجه الدارقطني. ولا شك أن هذا أصح إسناداً من المرفوع، ولذلك قال البيهقي عقبه:
"والصحيح موقوف". قال:
"وكذلك رواه عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر موقوفاً".