جاء نعيم بن مسعود الأشجعي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني قد أسلمت؛ ولم يعلم بي أحد من قومي، فمرني أمرك ... إلخ.
قلت: كذا صورة الأصل، وهي بخطه؛ كما أخبرني من أهداه إلي، وهذا من أوهامه رحمه الله! لأنه كان عليه أن يذكر جواب النبي - صلى الله عليه وسلم - لنعيم بن مسعود؛ لأن موضع استشهاده أو انتقاده علي إنما هو فيه، وهو:
فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا ما استطعت؛ فإنما الحرب خدعة". فانطلق نعيم بن مسعود ... الحديث.
قلت: فهنا محل تلك اللفظة: "إلخ" كما هو ظاهر.
ثم ساقه من رواية البيهقي أيضاً من الطريق ذاتها، عن ابن إسحاق قال: حدثنا يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت:
كان نعيم بن مسعود رجلاً نموماً، فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ... ، فذكر القصة مختصرة جداً، وفيه:
فلما ولى نعيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الحرب خدعة".
وقال الدويش عقبه:
"وهذا إسناد حسن، وقد أشار إليه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (٧/ ٤٠٣) بأطول من هذا، وسكت عليه. والله أعلم".
كذا قال! غفر الله له، وفيه أوهام عجيبة!
أولاً: قوله: "وقد أشار إليه الحافظ.." إلى قوله: "وسكت عنه".
فأقول: الذي سكت عنه الحافظ ليس هذا الذي ساقه الدويش من رواية