"وأبو سعيد الشامي؛ مجهول؛ قاله ابن حجر في "التقريب" (٢/ ٤٢٨) ".
قلت: وعذر هذا وذاك في هذا التجهيل؛ أنهما استقربا ترجمته من "التقريب"، فوجدا فيه التجهيل، فوقفا عنده؛ لأنه ليس في حفظهما أن هناك رواياً آخر بهذه الكنية؛ هو أشهر من هذا بالرواية عن مكحول، وبرواية الشيوخ عنه، وهو عبد القدوس بن حبيب، ولو أنهما توسعاً قليلاً في البحث لوجدا في "كنى اللسان"(٦/ ٣٨٤/ ٥٩٥) ما يدلهما على ذلك!
وأما المجهول؛ فلم يرو عنه غير عتبة بن يقظان مع ضعفه، ولذلك لم يذكره المزي في الرواة عن مكحول، وإنما ذكر عبد القدوس، وكذلك الذهبي لم يذكر إلا هذا فيمن يكنى بـ (أبي سعيد) في كتابه "المقتنى"، وهو في ذلك تابع للدولابي في "الكنى"(١/ ١٨٧) ، وقال:
"متروك الحديث".
ولأبي أحمد الحاكم في "كناه"(١/ ١٧٤/ ١) ، وقال:
"ذاهب الحديث".
وعلى هذا؛ فإني لا أستبعد أن يكون هذا والذي روى عنه عتبة واحداً. والله أعلم.
وإن من تفاهة التخريج، وقلة فائدة التسويد؛ أن المعلق على "مسند أبي يعلى" سود قرابة صفحتين في نقل أقوال العلماء المختلفة في سماع مكحول من واثلة، ثم مال إلى قول الحافظ: إنه سمع منه، فإن مثل هذا البحث إنما يفيد إذا كان السند إلى مكحول ثابتاً، وتوقفت تقوية الحديث على إثبات سماعه من الصحابي، أما والسند إليه ضعيف بل هالك!