والحديث أورده ابن عدي فيما أنكر على غرارة، وقال ابن أبي حاتم في "العلل"(٢/ ١٥٣) عن أبيه:
"هذا حديث منكر بهذا الاسناد".
قلت: وقد خفيت هذه العلة القادحة على المناوي، فأخذ يعل الحديث بتجهيل من ليس يجهل؛ بل هو من الثقات الحفاظ، فقال - تعليقاً على قول السيوطي في "الجامع": "رواه البيهقي في "الشعب" عن عائشة" -:
"وفيه موسى بن هارون؛ قال الذهبي في "الضعفاء": مجهول".
قلت: هذا خراساني روى عن عبد الرحمن بن أبي الزناد؛ كما في "الميزان"، وليس هو الذي في إسناد البيهقي؛ فقد أخرجه من طريق أبي طاهر المحمد أبادي: حدثنا أبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله - ببغداد -: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عباس بن عثمان الشافعي: حدثنا أبو غرارة ...
فهذا كما ترى دون الخراساني في الطبقة، ثم هو مكنى بأبي عمران، وهو البزار المعروف والده بالحمال، وهو مترجم في "تاريخ بغداد"(١٣/ ٥٠-٥١) ترجمة حسنة، وفي "التهذيب" أيضاً، وحسبك فيه قول الحافظ في "التقريب":
"ثقة حافظ كبير، بغدادي".
على أنه لم يتفرد به؛ فقد أخرجه ابن عدي من غير طريقه! وأخرج الخرائطي جملة منه من طريق أخرى عن الشافعي، وقد مضى إسناده.
ولفقرة الحياء طريق آخر عن عائشة مرفوعاً، وهو ضعيف أيضاً، وهو مخرج في "الروض النضير"(٨٣٢) .