ولم يذكر المشار إليهم الطرف الأول من كلام الناجي الذي فيه تصديقه لقول المنذري:"ولم أره في الأصول"، ولا أعتقد أنهم يفهمون دلالته على النحو الذي أشرت إليه في كلام ابن الجوزي!
وأنا أخشى أن يكون من ذكر أو روى حديث سعد بن أبي وقاص اختلط عليه بحديث أسامة بن زيد - رضي الله عنه -؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب حماراً، فمر بمجلس فيه عبد الله بن أبي سلول، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه! ثم قال: لا تغبروا علينا! .. الحديث.
وهذا مختصر من "صحيح البخاري"(٤٥٦٦) ، و"مسلم"(٥/ ١٨٢-١٨٣) وغيرهما، هذا هو أصل حديث الغبار، والله أعلم.
إذا عرفت هذا؛ فإن من ذاك القبيل قول المناوي في "فيض القدير":
"هذا الحديث مما لا يمكن تعليله، ولا يعرف وجهه من جهة العقل ولا الطب، فإن وقف فيه متشرع؛ قلنا: الله ورسوله أعلم، وهذا لا ينتفع به من أنكره، أو شك فيه، أو فعله مجرباً".
قلت: مثل هذا إنما يقال فيما صح من أحاديث الطب النبوي، كحديث الذباب ونحوه، أما وهذا لم يصح إسناده؛ فلا يقال مثل هذا الكلام، بل إني أكاد أقول: إنه حديث موضوع؛ لأن المصابين بالجذام قد كانوا في المدينة، ولذلك جاءت أحاديث في التوقي من عدواهم؛ كقوله - صلى الله عليه وسلم - للمجذوم الذي أتى ليبايعه: