وأنا أظن أنه الحارثي؛ لأنه كذلك نسب في رواية الدارقطني كما رأيت، فكان على الحافظ أن يشير إلى تضعيفه إياه كما فعل فيمن فوقه. والله أعلم.
ثم إن الحديث مع ضعفه الشديد؛ يخالف عموم قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"ليس على المسلم في عبد هـ، ولا في فرسه صدقة".
أخرجه الستة، والدارقطني، والبيهقي، وأحمد (٢/ ٢٤٢ و ٢٤٩ و ٢٥٤ و ٢٧٩ و ٤٠٧ و ٤١٠ و ٤٣٢ و ٤٦٩ و ٤٧٠ و ٤٧٧) عن أبي هريرة، وقال الترمذي (١/ ١٢٣) :
"حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم".
وفي رواية لمسلم، والدارقطني:
"إلا أن في الرقيق صدقة الفطر".
ويخالف أيضاً مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام:
"في كل سائمة إبل، في أربعين بنت لبون ... " الحديث؛ وهو مخرج في "الإرواء" (٧٨٣) ، فلم يذكر فيه سائمة الخيل.
(تنبيه) : من تعصب الكوثري البالغ، وتغييره للحقائق، أنه أورد هذا الحديث في "النكت الطريفة" (ص ١٨٢-١٨٣) ، محتجاً به لأبي حنيفة في إيجابه الزكاة على الخيل السائمة، غير مكترث بتضعيف الدارقطني لغورك بن الخضرم، بل ركب رأسه فقال:
"ومن البعيد على مثل أبي يوسف في فقهه ودينه ويقظته وإمامته أن يروي عمن هو غير ثقة"!