غير أبي المليح هذا. ومن الغريب أنهم لم ينقلوا قول الحاكم هذا في ترجمته، وكل ما جاء في "التهذيب" فيه:
"قال ابن معين: ضعيف. وقال أبو زرعة: لا بأس به". وقال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان":
"ضعف ابن معين حديثه هذا". وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب":
"لين الحديث".
والحديث أورده السيوطي في "الجامع الصغير" من رواية العسكري في "المواعظ" عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ:
"قال الله: من لا يدعوني أغضب عليه".
وغالب الظن أنه من هذا الوجه الضعيف. فليراجع، ولم يورده في "الجامع الكبير"، عكس عمله في حديث الترجمة؛ فإنه أورده فيه، ولم يورده في "الصغير" ولا في الزيادة عليه!!
ثم إن ابن حبان الأنصاري لم أعرفه، فأخشى أن يكون أدرج هو أو شيخه في الحديث قوله:
"وإن الله ليغضب ... " إلخ.
فقد رواه جمع من الثقات عن أبي المليح به دون هذه الزيادة، وبدونها أخرجته في "الصحيحة" برقم (٢٦٥٤) ، وذكرت له طريقاً أخرى وشاهداً قوياه؛ فراجعه.
وقد قال البيهقي في "شعب الإيمان"(١/ ٣٥) عقبه:
"سمعت الأستاذ أبا القاسم بن حبيب المفسر يقول: وأخذه الشاعر:
والله يغضب إن تركت سؤاله * * * وبني آدم حين يسأل يغضب".