فلقيت البراء فقلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله؟ قال: صدق.
قال شريك: وحدثنا عياش العامري، عن زاذان، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو منه، ولم يذكر الأمانة في الصلاة، والأمانة في كل شيء.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لسوء حفظ شريك، وهو ابن عبد الله القاضي.
وقد أخرجه أبو نعيم من طريق أخرى، عن شريك به موقوفاً على ابن مسعود، وهو الذي رجحه الحافظ المنذري، فقد ساقه في "الترغيب"(٣/ ٢١-٢٢) عن ابن مسعود موقوفاً عليه، ثم قال:
"رواه البيهقي موقوفاً، ورواه بمعناه هو وغيره مرفوعاً، والموقوف أشبه".
وقال الحافظ الناجي فيما كتبه على "الترغيب"(ق ١٦٤/ ١) :
"وكذا رواه أحمد، وذكر ابنه عبد الله في "كتاب الزهد" أنه سأله عنه؟ فقال: إسناده جيد".
ثم رأيت هذا في مكان آخر من "الترغيب"(٤/ ٤١-٤٢/ ٥) ، فظننت أن الناجي نقله منه.
قلت: والموقوف أخرجه البيهقي في "الشعب"(٢/ ١٠٥/ ٢)(٤/ ٣٢٣/ ٥٢٦٦-مطبوع) من طريق عبد الله بن بشر، عن الأعمش به موقوفاً.
وابن بشر هذا - هو الرقي القاضي -؛ وثقه أحمد وغيره، وفي "التقريب":
"اختلف فيه قول ابن معين وابن حبان، وقال أبو زرعة والنسائي: لا بأس به، وحكى البزار أنه ضعيف في الزهري خاصة".
قلت: وهذا من روايته عن الأعمش، وعلى كل حال فهو أولى من شريك. والله أعلم.