"لا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة؟! فإن أحاديثه غير محفوظة، ولا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة".
قلت: وابن لهيعة؛ ضعيف.
وحمدون بن سلام أو مسلم؛ لم أعرفه، وكذا الراوي عنه.
ثم رأيت الحديث في "زوائد مسند الحارث بن أبي أسامة"(ق ١٠٨/ ٢) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق: حدثنا ابن لهيعة، عن جبير بن أبي حكيم، عن عراك بن مالك قال: جاء رجل ... الحديث.
قلت: فهذه متابعة قوية من الحارث للحذاء، فزال احتمال إعلال الحديث به وبالراوي عنه أحمد بن يحيى، وانحصرت العلة في ابن لهيعة أو شيخه ابن أبي حكيم، ووقع تسميته في "الزوائد" بـ "جبير"، ولم أجد في الرواة جبير بن أبي حكيم، فالراجح أن الصواب فيه أنه حنين بن أبي حكيم؛ فإنه المعروف في كتب الرجال، ومن الرواة عنه ابن لهيعة.
وتردد ابن عدي في إعلال الحديث بين ابن لهيعة وحنين؛ لا وجه له عندي.
ومن العجيب قوله:"لا أعلم روى عنه غير ابن لهيعة"!
مع أن البخاري قد ذكر في "التاريخ الكبير"(٢/ ١/ ١٠٥) - وابن عدي كثير الرواية عنه كما هو معروف - أنه روى عنه الليث وعمرو بن الحارث المصري، زاد ابن أبي حاتم: وابن لهيعة وسعيد بن أبي هلال، فإذا انضم إلى رواية هؤلاء الثقات عنه إيراد ابن حبان إياه في أتباع التابعين من "ثقاته" ارتقى أمره من كونه مجهول الحال إلى الثقة بحديثه، كما نعرف ذلك بالتجربة من صنيع العارفين بهذا