لكن يشهد لحديثه؛ ما روى خالد بن ميسرة العطار، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هاتين الشجرتين، وقال:
"من أكلهما فلا يقربن مسجدنا"، وقال:"إن كنتم لا بد آكليهما فأميتوهما طبخاً". قال: يعني البصل والثوم.
أخرجه أبو داود، والبيهقي.
قلت: وإسناده جيد.
ثم إن الحديث له أصل عند الشيخين وغيرهما؛ من حديث جابر مختصراً بلفظ:"كل؛ فإني أناجي من لا تناجي".
وسببه؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بقدر فيه خضرات من بقول، فوجد لها ريحاً، فسأل، فأخبر بما فيها من البقول، فقال:"قربوها" فقربوها إلى بعض أصحابه، فلما رآه كره أكلها، قال: فذكره.
فهذا بالإضافة إلى حديث شريك عن علي وحديث قرة؛ يدل على أن زيادة "نيئاً" في حديث الترجمة زيادة منكرة غير معروفة، ويؤيد ذلك أنها لم ترد في روايات الحديث. والله تعالى أعلم.
وأما ما روى عبد الله بن وهب: أخبرني ابن لهيعة، عن عثمان بن نعيم، عن المغيرة بن نهيك، عن دخين الحجري: أنه سمع عقبة بن عامر الجهني يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه:
"لا تأكلوا البصل"، ثم قال كلمة خفية:"النيىء".
أخرجه ابن ماجه (٢/ ٣٢٥) .
فهو شاهد لحديث شريك ومعاوية بن قرة، وإن كان سنده ضعيفاً؛ لأن المغيرة