فلعل الإشبيلي تبين له ذلك لما اختصر "الأحكام" وخصه بـ "الصحيح"؛ فلم يورده فيه (ق ١٢٠/ ٢) فأحسن.
(تنبيه) : سقط من إسناد "الاستيعاب" أوس هذا، فظهر سالماً من العلة، فاغتر بذلك أحد المتعلقين بهذا العلم، ولا بصيرة له فيه، بل هو حقود حسود؛ فقال:
"إسناده صحيح أو حسن"!
ذكر ذلك في رسالته "الألباني - شذوذه وأخطاؤه"، كشف فيها عن بالغ جهله، وعظيم حقده وحسده، وقلة خشيته من الله، وكثرة اتهامه الأبرياء والافتراء علي، وطعنه البالغ في أهل الحديث وأئمتهم، عامله الله بما يستحق، فإني لم أر مثله في قلة حيائه، وجرأته على أهل العلم، وسلاطة لسانه، قطع الله دابره ودابر أمثاله من الحاقدين الحاسدين.
وكما سقط المذكور من "الاستيعاب"؛ كذلك سقط من كتاب ابن عبد البر الآخر:"الاستذكار" كما نقله ابن القيم في "مفتاح دار السعادة"، ونقله عنه وعن "الاستيعاب" الأنصاري في تعليقه على "الوابل الصيب" ساكتاً عنه! وليس ذلك بغريب؛ فإنه يسكت عن أسانيد ظاهرة الضعف، كما يتبين لمن قابل ما تيسر له من تعليقاتي على "الكلم الطيب"؛ وبخاصة الطبعة الجديدة منها يسر الله لنا صدورها ببعض تعليقات على "الوابل"!
وإن مما يؤكد السقط المشار إليه آنفاً؛ أن الحسين بن حريث لم يذكر الحافظ المزي في ترجمته أنه روى عن الحسين بن واقد، وإنما عن أوس بن عبد الله بن بريدة، فبينهما أوس هذا.
هذا؛ وقد خرج الحديث سهواً بزيادة فائدة وتوضيح فيما سيأتي - إن شاء الله - برقم (٥٤٥٠) .