ثم ساق عنه، عن حصين، عن عبد الملك بن أخي عمرو بن حريث، عن رجل:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي، فربما تناول لحيته في صلاته". ثم قال:
"وروي عن مؤمل بن إسماعيل، عن شعبة، وذكر الرجل الذي لم يسمه وهو عمرو بن حريث، ورواه سليمان بن كثير، عن حصين، عن عمرو بن عبد الملك ابن حريث المخزومي بن أخي عمرو بن الحريث قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد روي من وجه آخر ضعيف، وقيل في أحدهما: من غير عبث".
قلت: وهذا إسناد ضعيف لا تقوم به حجة؛ لاضطراب سنده، ولأن مداره على عبد الملك بن أخي عمرو بن حريث، وهو مجهول، كما قال الحافظ في "التقريب".
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"(٥/ ٩٦/ ٣٧٩) من طريق عبد السلام، عن يزيد الدالاني، عن الحسن مرفوعاً مختصراً بلفظ:
"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمس لحيته في الصلاة".
قلت: وهذا مرسل ضعيف؛ الحسن هو البصري، ومراسيله كالريح.
ويزيد؛ هو ابن عبد الرحمن الدالاني، يكنى (أبو خالد) ، وهو بكنيته أشهر، قال الحافظ:
"صدوق يخطىء كثيراً، وكان يدلس".
فمن الغرائب اقتصار الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٢/ ٨٥) على قوله:
"وهو مرسل"!
وقلده المعلق على "أبي يعلى"(٥/ ٩٧) ، ثم قلد هذا المعلق على "المقصد العلي"(١/ ١٤٠) !! وزاد ضغثاً على إبالة؛ فقال: