قلت: حديث هذا في "سنن أبي داود" وغيره برواية ابن جابر هذا عنه بلفظ:
"يوشك الأمم أن تداعى عليكم ... "، وقد توبع، لذلك خرجته في "الصحيحة"(٩٥٨) ،وإلا فهو مجهول كالراوي عن ابن عمر، وظاهر كلام الحافظ في "التهذيب" أنهما واحد؛ لأنه جعله الذي جهله أبو حاتم.
وهناك أبو عبد السلام ثالث يسمى صالح بن رستم، يروي عنه ابن جابر أيضاً، فرق الحافظ بينه وبين الذي قبله، وعلى ذلك جرى البخاري وغيره كابن حبان، فقد ذكر أيضاً صالحاً هذا في "الثقات"(٦/ ٤٥٦) ، وفي ترجمته خرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(٨/ ١٩٣) حديث الأمم، المشار إليه آنفاً.
والمقصود أن الهيثمي لما وثق أبا عبد السلام هذا؛ توهم أنه هو الذي وثقه ابن حبان، وفاته أنه الذي ذكره في "الضعفاء" وساق له الحديث نفسه. على أن توثيق ابن حبان المذكور مما لا ينبغي الاعتداد به؛ لأنه تفرد به، ومن المعلوم تساهله في التوثيق.
وجملة القول: إن الحديث علته جهالة أبي عبد السلام هذا، ولهذا لم يحسن السيوطي بسكوته عنه في "الفتاوى"(١/ ٩٨) ، وبخاصة أنه استدل به على طول عمامته صلي الله عليع وسلم فقال:
"وهذا يدل على أنها عدة أذرع، والظاهر أنها كانت نحو العشرة، أوفوقها بيسير".
وهذا غير صحيح. والله أعلم.
ثم رأيت في "مصنف ابن أبي شيبة"(٨/ ٤٢٣/ ٥٠٠٧) عن سلمة بن وردان قال: