من القوة بحيث يمكنه أن يمشي على الهواء، بينما حكوا أن هذا كان لبعض الأولياء، فينتج من ذلك أن هذا البعض كان أقوى يقيناً من عيسى عليه السلام!! ولا يخفى ما في هذا من الضلال البين، ويلزم من ذلك أحد أمرين ولا بد: إن كان هذا الذي حكوا صحيحاً، فالحديث غير صحيح، وإن كان هذا الحديث صحيحاً؛ فالذي حكوا غير صحيح ولا بد. فتأمل.
ثم إن الحديث عزاه في "الجامع الصغير" للترمذي الحكيم، ورمز له بالضعف وقد مضى بلفظ:"لو خفتم الله ... " إلا أنه أسنده من حديث معاذ، وروايتنا هذه تدل على أنه معضل، فلا أدري آلعزو خطأ أم كذلك وقع في الترمذي مسنداً؟ وأيا ما كان؛ فالحديث ضعيف.
ثم ترجح لدي الأمر الثاني للرواية الآتية:
"لو عرفتم الله حق معرفته لمشيتم على البحور، ولزالت بدعائكم الجبال"(١) .
قال العراقي في "تخريج الإحياء"(٤/ ٨٤) :
"رواه أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" بسند ضعيف من حديث معاذ بن جبل".
قلت: وكأنه قطعة من الحديث الذي قبله. لكن هذا موصول، وذلك منقطع ومعضل.
ثم رأيت العراقي أعاد الحديث في مكان آخر (٤/ ٢٣٠) وقال:
"رواه الإمام محمد بن نصر في "كتاب تعظيم قدرالصلاة" من حديث معاذ ابن جبل بإسناد فيه لين".
قلت: وكذلك رواه أبو نعيم، وهو الحديث الذي قبله، ورواه الحكيم الترمذي
(١) كتب الشيخ بخطه إزاء هذا السطر: " ضعيف السند ".