قلت: فهل يعتضد حديث في الدنيا برواية مثل هذا الكذاب إياه؛ لولا التعصب المذهبي؟!
على أن شيخه يعقوب بن عطاء ضعيف أيضاً، لكنه أحسن حالاً من الراوي عنه، فليست الآفة منه، وإنما من ذاك الكذاب.
وأما حديث حذيفة؛ فهو ضعيف الإسناد جداً؛ فقد رواه ابن عدي، ومن طريقه البيهقي (١/ ١٢٠) ، عن قزعة بن سويد: حدثني بحر بن كنيز السقاء، عن ميمون الخياط، عن أبي عياض، عن حذيفة بن اليمان قال:
كنت في مسجد المدينة جالساً أخفق، فاحتضنني رجل من خلفي، فالتفت فإذا أنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! هل وجب علي وضوء؟ قال:"لا؛ حتى تضع جنبك". وقال البيهقي:
"ينفرد به بحر بن كنيز السقا عن ميمون الخياط، وهو ضعيف، ولا يحتج بروايته".
قلت: هو ممن اتفقت الأئمة على تضعيفه، بل هو ضعيف جداً؛ فقد قال ابن معين والنسائي:
"لا يكتب حديثه". أي: ولو للاستشهاد، وزاد النسائي:
"ليس بثقة". وقال أبو داود والدارقطني وابن البرقي:
"متروك". وقال ابن حبان:
"كان ممن فحش خطؤه وكثر وهمه حتى استحق الترك".
قلت: فمثله لا يستشهد به لشدة ضعفه.
وقريب منه قزعة بن سويد؛ فقد ضعفه الجمهور، وقال أحمد:"هو شبه المتروك". لكن مفهوم كلام البيهقي المتقدم يشعر بأنه قد توبع، فالعلة من شيخه