ثم وجدت له شاهداً من حديث فاطمة، يرويه محمد بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان: أن أمه فاطمة بنت الحسين حدثته: أن عائشة كانت تقول:
إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة:"يا بنية! أجبي علي، فأجبت عليه، فناجاها ساعة ... " الحديث، وفيه:
"فأخبرني: إن جبريل كان يعارضني القرآن في كل عام مرة، وإنه عارضني العام مرتين، وأخبرني أنه أخبر بأنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وأخبرني أن عيسى عليه السلام عاش عشرين ومئة سنة، ولا أراني إلا ذاهباً على ستين، فأبكاني ذلك ... " الحديث.
قلت: وهذا إسناد فيه ضعف؛ محمد بن عبد الله هذا؛ قال الذهبي:
"وثقه النسائي، وقال مرة: ليس بالقوي. وقال البخاري: لا يكاد يتابع في حديثه".
ولذلك قال الحافظ ابن كثير في "البداية"(٢/ ٩٥) :
"حديث غريب، قال الحافظ ابن عساكر: والصحيح أن عيسى لم يبلغ هذا العمر".
وكذلك أشار إلى تضعيف الحديث الحافظ ابن حجر بقوله في "الفتح"(٦/ ٣٨٤) :
"واختلف في عمره حين رفع، فقيل: ابن ثلاث وثلاثين، وقيل: مئة وعشرين"!
وذكر الحافظ ابن كثير أن الحديث أخرجه الحاكم في "مستدركه"، ويعقوب