حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عبد ة بن سليمان، عن أبي رجاء، عن فرات ابن السائب به.
ومع هذا التناقض ففيه أمران:
الأول: قوله في الإسناد: "فرات بن السائب"؛ شاذ مخالف للطرق المشار إليها عن عبد ة؛ فإن فيها:"فرات بن سليمان" كما رأيت، ومن تلك الطرق رواية ابن شاهين: حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي: حدثنا أبو سعيد الأشج به.
وإبراهيم هذا؛ قال في "الميزان" وأقره في "اللسان":
"لا بأس به".
وتابعه محمد بن عبد الله بن نمير، وهو ثقة من رجال الشيخين، فقال أبو يعلى: حدثنا ابن نمير: أخبرنا عبد ة به.
وتابعهما أبو الخطاب زياد بن يحيى، وهو ثقة من رجالهما أيضاً، وهو في رواية البيهقي.
فاجتماع هؤلاء الثقات الثلاثة على أنه فرات بن سليمان يدل على شذوذ وخطأ من قال في رواية ابن حبان "فرات بن السائب"، ولعل ذلك من شيخه محمد بن المسيب؛ فإنه وإن كان مذكوراً في "تذكرة الحفاظ"، فإنه لم يحك فيه توثيقاً صريحاً. والله أعلم.
والأمر الآخر: أنه إن كان راوي هذا الحديث فرات بن السائب فلا يجوز تعصيب الجناية في هذا الحديث بمن دونه؛ لأن الفرات هذا شديد الضعف عند ابن حبان؛ فقد قال في ترجمته من "الضعفاء"(٢/ ٢٠٧) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا