"حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لأبي السفر سماعاً من أبي الدرداء، واسمه سعيد بن أحمد، ويقال: ابن يحمد الثوري".
قلت: وهو ثقة من رجال الشيخين، ولكنه لم يسمع من أبي الدرداء؛ كما قال الترمذي، بل قال الحافظ:
"وما أظنه أدركه؛ فإن أبا الدرداء قديم الموت".
وروى عمران بن ظبيان، عن عدي بن ثابت قال:
هشم رجل فم رجل على عهد معاوية،فأعطي ديته، فأبى أن يقبل حتى أعطي ثلاثاً، فقال رجل: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من تصدق بدم أو دونه كان كفارة له من يوم ولد إلى يوم تصدق".
أخرجه ابن جرير في "التفسير"(٦/ ١٦٩) ، وأبو يعلى في "مسنده"(١٢/ ٢٨٤/ ٦٨٦٩) من طريقين عن عمران بن ظبيان به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، ومتن منكر؛ رجاله ثقات رجال الشيخين غير عمران بن ظبيان، وهو الحنفي الكوفي؛ مختلف فيه؛ فقال البخاري في "التاريخ"(٣/ ٢/ ٤٢٤) :
"روى عنه الثوري وابن عيينة في الكوفيين، فيه نظر". وقال ابن أبي حاتم عن أبيه (٣/ ١/ ٣٠٠) :
"يكتب حديثه". وقال ابن حبان في "الضعفاء"(٢/ ١٢٤) :
"كان ممن يخطىء، لم يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به، ولكن لا يحتج بما انفرد به من الأخبار". وقال يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(٢/ ٩٨) :
"ثقة من كبراء أهل الكوفة، يميل إلى التشيع". وقال في مكان آخر (٢/ ١٩٠) :