قلت: وكذا في "تاريخ البخاري"(٢/ ١/ ٤٧٤/ ١٥٨٦) . ثم قال ابن حبان:
"وليس هذا بسعيد بن أبي سعيد المقبري، ذاك أدخلناه في التابعين، وهذا في أتباع التابعين".
وهذا يعني أنه منقطع بين سعيد هذا وأبي هريرة، فهذه علة أخرى غير ضعف الراوي عن شعيب، فيتعجب من ابن حبان كيف أورد حديثه هذا في "صحيحه"؟! ومن شروط الصحيح عنده - كغيره من المحدثين - الاتصال وعدم الانقطاع!
وهذا من الأدلة الكثيرة على أنه لم يتمكن من الوفاء بالشروط التي وضعها لكتابه "الصحيح" وبينها في مقدمته، ومقدمة كتابه الآخر "الثقات". ولتفصيل هذا مجال آخر؛ أرجو أن أوفق لبيانه إن شاء الله تعالى.
(تنبيه) : كنت خرجت حديثاً آخر لسعيد هذا في "الصحيحة"(١٢٢٨) ؛ لكنه من روايته عن أبيه أبي سعيد، فهو متصل، ومن مخرجيه هناك ابن حبان، فلعل هذا - أعني: ابن حبان - لم يتنبه لعدم ورود أبي سعيد في حديث الترجمة، فتوهم أنه متصل أيضاً! والله أعلم.
ونستفيد من إسناده فائدة قد تكون هامة، وهي أن لسعيد هذا راوياً آخر عنه؛ وهو عثمان بن واقد، فيضم إلى أسامة بن زيد وحرملة بن عمران؛ اللذين ذكرهما البخاري وابن حبان في الرواة عنه كما سبق، ولعلهما لم يذكراه معهما لعدم صحة الإسناد إليه كما تقدم. والله أعلم.
هذا؛ وقد أشار ابن عبد البر في "التمهيد"(٥/ ٢٦٦ و ٢٧٣) إلى تليينه، وهو حري بذلك؛ لانقطاعه على الأقل.