قال أبو هريرة: حدث أنت بما سمعت، وأحدث أن بما سمعت؟! قال أبي: هذا حديث منكر".
قلت: بل هو باطل ظاهر البطلان؛ إذ كيف يعقل أن يكون جزء الشيء الفاضل أفضل أو مثل الشيء مرتين؛ فضلاً عن العشر؟! فإن من قرأ القرآن مرتين؛ فقد قرأ (يس) مرتين، فكيف يكون قراءتها مرة أفضل من قراءتها مرتين؛ مع قراءة القرآن مرتين؟!
وآفة هذا الحديث الذي علقه ابن أبي حاتم: سويد هذا - وهو ابن إبراهيم الحناط البصري -؛ قال الحافظ:
"صدوق، سيىء الحفظ، له أغلاط، وقد أفحش ابن حبان فيه القول".
قلت: وهذا إذا كان ليس فيمن دونه من هو شر منه.
ومن طريقه: رواه البيهقي في "الشعب"، كما يستفاد من كلام المناوي عليه في "فيض القدير". ثم رأيته في "شعب الإيمان" (٢/ ٤٨١/ ٢٤٦٦) .
والشطر الأول من حديث أبي هريرة؛ أخرجه الترمذي من حديث أنس نحوه، وفيه كذاب؛ كما حققته فيما تقدم برقم (١٦٩) .
ثم رأيت حديث أبي هريرة قد رواه سعيد بن منصور في "سننه" (٢/ ٢٨٣/ ٧٥) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (٢/ ٤٧٩/ ٢٤٥٩) : أخبرنا إسماعيل بن عياش عن