"قال أبو داود (يعني: السجستاني) : وروى عمار عن أبي إسحاق عن البراء في الكلالة؟ قال: "تكفيك آية الصيف". قال البيهقي:
"هذا هو المشهور، وحديث أبي إسحاق عن أبي سلمة منقطع، وليس بمعروف".
قلت: يعني: أنه مرسل؛ لأن أبا سلمة بن عبد الرحمن تابعي.
وأبو إسحاق - وهو السبيعي - مدلس؛ وقد عنعنه، وكان اختلط.
وقد أخرجه الشيخان، وأبو داود (٢٨٨٨ و ٢٨٨٩) ، وأحمد (٤/ ٢٩٣ و ٢٩٥ و ٣٠١) من طرق عن أبي إسحاق مختصراً نحو رواية عمار التي علقها البيهقي. وزاد أبو داود من طريق أبي بكر بن عياش:
فقلت: لأبي إسحاق: هو من مات ولم يدع ولداً ولا والداً؟ قال: كذلك ظنوا أنه كذلك.
قلت: فهذا مما يعل رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في رواية أبي سلمة.
وقد صح عن الشعبي أنه قال:
سئل أبو بكر عن الكلالة؟ فقال: إني سأقول فيها برأيي؛ فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، أراه ما خلا الوالد والولد.
فلما استخلف عمر قال: إنى لأستحيي الله أن أرد شيئاً قاله أبو بكر.
أخرجه الدارمي (٢/ ٣٦٥-٣٦٦) ، والبيهقي.
وروى هذا الأخير عن السميط بن عمير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
أتى علي زمان ما أدري ما الكلالة؟! وإذا الكلالة من لا أب له ولا ولد.