فهذا الكلام لا ينطبق على إسناد "الأوسط" من ناحيتين:
الأولى: أن شيخ الطبراني فيه ليس هو الحسين؛ بل أحمد، ولم أعرفه (١) .
وقد تابعه أبو الفضل العباس بن أحمد الوشا عند الخطيب (١٢/ ١٥١) . وقال:
"كان أحد الشيوخ الصالحين".
الثانية: أن بقية رجاله ليسوا كلهم ثقات كما علمت؛ فلعل الهيثمي يعني بهذا الكلام إسناد "الكبير"، وإني لأستبعد أن يكون من طريق غير طريق موسى ابن عمير! والله أعلم.
ثم تأكدت مما استبعدته بعد أن طبع "المعجم الكبير" للطبراني، فوجدت الحديث قد أخرجه فيه (٨/ ١٥٨/ ٧٦٠٩) عن شيخه الأشناني فقال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب الأشناني - بالكوفة -: حدثنا محمد بن عبيد المحاربي: حدثنا موسى بن عمير عن مكحول عن أبي أمامة به مرفوعاً.
وبهذا الإسناد: أخرجه في "مسند الشاميين" أيضاً (ص ٦٥٦) .
وقد كشف لنا هذا الإسناد عن الحقائق الآتية:
الأولى: أن (البخاري) في سند أبي سعد البصري محرف من (المحاربي) ! وحينئذ؛ فمحمد بن عبيد المحاربي ثقة من رجال "التهذيب"؛ فهو متابع قوي للطائي.
الثانية: أن شيخ الطبراني في "معجمه الكبير" هو غير شيخه في "معجمه الأوسط"؛ خلافاً لما يوهمه كلام الهيثمي.
(١) قد نقل الشيخ - رحمه الله - توثيقه في " الإرواء " (٦ / ٢٣٩) . (الناشر)