وظاهر كلام الهيثمي أنه عرفه كالراوي عنه؛ فقد قال في "المجمع"(٨/ ٤٧) :
"رواه الطبراني من طريق حمل بن بشير عن عمه، ولم أر فيهما جرحاً ولا تعديلاً".
قلت: فمفهومه أنه رآهما - كما رأيت أنا حملاً -؛ لكنه لم ير فيهما جرحاً ولا تعديلاً! وعليه ففيه نظر من ناحيتين:
الأولى: أنه لا يستقيم كلامه في خصوص (حمل) ؛ فقد ذكره ابن حبان كما تقدم، ومن عادته أنه يعتد بتوثيقه؛ إلا أن يكون لم يره فيه، وهذا مما أستبعده؛ لأنه ذكره في كتابه "ترتيب ثقات ابن حبان"! فالله أعلم.
والأخرى: أن عم حمل؛ قد أورده الحافظ ابن حجر في آخر "التهذيب"، باب المبهمات، فقال (١٢/ ٣٦٦) :
"لعل اسم عمه عبد الله بن أبي حدرد".
ثم إنه أورده كذلك في "التقريب"، لكنه جزم به مسقطاً حرف الترجي (لعل) ! وهذا مما أستبعده جداً؛ لأن عبد الله بن أبي حدرد قد أوردوه في "الصحابة"، مثل ابن أبي حاتم وابن حبان (٣/ ٢٣١) ، ومن قبلهما البخاري في "التاريخ"(٣/ ١/ ٧٥) ؛ وظاهر صنيعه أنه هو أبو حدرد نفسه!
وطول ترجمته الحافظ في "الإصابة"(٢/ ٢٩٤-٢٩٦) ، وفيها اختلاف واضطراب؛ من الصعب استخلاص الصواب منه بيسر! لكن المهم أننا لم نر أحداً ذكر راوياً آخر شارك هذا الصحابي في اسمه واسم أبيه، وهو عم حمل هذا، فهو إذن مجهول. والله سبحانه وتعالى أعلم.