الأول: مع ما سبق من الإشارة إلى أن الحديث عند المذكورين من طرق عن (إسماعيل السدي) ؛ فإني أرى من الفائدة أن ألفت النظر إلى خلاف وقع في شيخ أبي يعلى فيه في المصورة التي عزوت إليها، وكذا في نسخة أخرى (ق ٢٧٩/ ٢) ، ومثلها النسخة المطبوعة (١١/ ٣-٥- تحقيق الأخ حسين الداراني) ؛ ففيها كلها قال أبو يعلى:
"حدثنا الحارث بن سريج ... "! ووقع في رواية ابن حبان إياه عنه في "الموارد"(٢٥٨٨) :
"حدثنا سريج بن يونس ... "، وكذا في "الإحسان"(١٦/ ٣٤٦) !
وكلا الشيخين قالا:"حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ... "! وإذا رجعنا إلى ترجمة كل منهما؛ وجدنا أنهما يرويان عن عبد الرحمن بن مهدي، وعنهما أبو يعلى؛ فلا أدري هل الخلاف ناشىء من النساخ، أو أن لأبي يعلى فيه شيخين؟! وهذا مما أستبعده.
فإن كان الصواب من هذا الاختلاف (الحارث بن سريج) ؛ فيكون إسناد أبي يعلى ضعيفاً إلى عبد الرحمن السدي؛ لأن الحارث هذا؛ قال ابن عدي:
"ضعيف، يسرق الحديث".
ومع هذا الجرح المفسر من هذا الحافظ، والمؤيد بقول ابن معين في رواية: