بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - جالس مع أصحابه؛ شق قميصه حتى خرج منه، فقيل له؟ فقال:
"واعدتهم يقلدون هدياً اليوم؛ فنسيت"(١) .
قلت: وداود بن قيس - وهو الفراء - ثقة من رجال مسلم.
وجابر؛ له ثلاثة من الولد يروون عنه: عبد الرحمن وعقيل ومحمد، ولم يذكر أحدهم في شيوخ ابن أبي لبيبة، وإنما ذكروا فيهم عبد الملك بن جابر - وهو ابن عتيك؛ المتقدم في رواية حاتم بن إسماعيل -؛ فهذا يدل على أن ابن أبي لبيبة كان يضطرب في إسناده.
ومما يؤكد ذلك: أنه ورد عنه على وجه آخر، فقال زيد بن أسلم: عن عبد الرحمن بن عطاء عن نفر من بني سلمة قالوا:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً؛ فشق ثوبه، فقال:
"إني واعدت هدياً يشعر اليوم".
أخرجه أحمد (٥/ ٤٢٦) : حدثنا وكيع: حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم.
فهذه علة أخرى تدل على ضعف الحديث؛ وهي اضطراب الراوي في إسناده على وجوه ثلاثة:
الأولى: عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله.
الثانية: عن ابني جابر يحدثان عن أبيهما.
(١) هو في " مسند البزار " (٢/٢٠/١١٠٧ - كشف) بنحوه من الطريق ذاتها. (الناشر)