سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحزم؟ فقال:
"تستشير الرجل ذا الرأي، ثم تمضي إلى ما أمرك به".
وأخرجه البيهقي (١٠/ ١١٢) من طريق أبي داود في "مراسيله" عن ثور بن يزيد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين به.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، لكنه معضل أو مرسل؛ فإن ابن أبي حسين هذا - وهو المكي النوفلي - تابعي صغير، روى عن أبي الطفيل، ونافع بن جبير، وغيرهما من التابعين.
ولثور فيه إسناد آخر؛ يرويه المعافى بن عمران عنه عن خالد بن معدان قال:
قال رجل: يا رسول الله! ما الحزم؟ ... الحديث.
أخرجه البيهقي أيضاً من طريق أبي داود في "المراسيل".
قلت: وإسناده شامي مرسل، ورجاله ثقات.
وقد روي الحديث عن علي بن أبي طالب قال:
سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن العزم؟ قال:
"مشارة أهل الرأي؛ ثم اتباعهم".
رواه ابن مردويه؛ يعني في "التفسير"؛ كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٩٠) ؛ تبعاً لابن كثير في "تفسيره"(١/ ٤٢٠) ، وسكتا عن إسناده؛ وما أراه يصح، وليتهما ساقاه لننظر فيه، ونكشف عن علته!
والحديث دليل لمن يقول اليوم بأن الشورى ملزمة للأمير بالأخذ بما أشاروا عليه: ويقول آخرون بأنها معلمة فقط، وهو الذي نراه موافقاً لما كان عليه السلف: