وخالفهم القاسم بن يزيد الجرمي فقال: عن إسرائيل ... بلفظ:
"أنت مني بمنزلة هارون، وأنا منك".
ذكره النسائي في "الخصائص"(ص ١٤) معلقاً؛ فقال: رواه القاسم بن يزيد المخزومي (كذا) عن إسرائيل به.
وتابعه زكريا بن أبي زائدة وغيره عن أبي إسحاق: وحدثني هانىء بن هانىء وهبيرة بن يريم به.
أخرجه البيهقي.
والخلاصة؛ أن المحفوظ في هذه القصة إنما هو قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"أنت مني وأنا منك"، وأن ذكر المنزلة فيه منكر؛ لتفرد الجرمي به دون سائر الثقات من أصحاب إسرائيل، مع عدم معرفتنا لحال الإسناد إليه، ولتفرد عبد الرحمن بن أبي بكر به في حديث عبد الله بن جعفر. والله تعالى ولي التوفيق.
وقد رويت القصة بسياق آخر، وفيه:
"وأما أنت يا علي! فأخي، وأبو ولدي، ومني، وإلي ... "!
أخرجه الحاكم (٣/ ٢١٧) من طريق محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله ابن قسيط، عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد ... فذكر القصة. وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
قلت: وذلك من أوهامهما؛ فإن ابن إسحاق إنما أخرج له مسلم مقروناً بغيره، ثم هو مدلس؛ وقد عنعنه، فأنى له الصحة؟!