أولاً: إن لفظ حديث ابن عمر بعيد جداً عن لفظ حديث الترجمة في الخصلة الثانية؛ فإن أحمد أخرجه في المكان الذي أشار إليه من طريق هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال:
كنا نقول في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -: رسول الله خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ... ".
قلت: فذكرها؛ إلا أنه قال في الخصلة الثانية:
"وسد الأبواب إلا بابه في المسجد".
فتأمل كم الفرق بين هذا اللفظ ولفظ الترجمة:
وسكناه المسجد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ يحل له فيه ما يحل له؟!
هذا الفرق في اللفظ؛ فما بالك في المعنى، وهو مقصود الألفاظ؟!
ثانياً: في حديث ابن عمر هذا ما لا يؤمن به الشيعة؛ وهو أن خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبو بكر وعمر، ويجادلون في ذلك مجادلة كبيرة بالباطل، ويرتكبون في سبيل ذلك كل سهل ووعر، ويعرضون عن الأحاديث الصحيحة - كحديث ابن عمر هذا - إلى الاحتجاج بالأحاديث الضعيفة والموضوعة - كحديث عمر هذا، وما قبله من الأحاديث وما يأتي -.
فما أشبه هذا الشيعي وأمثاله الذين يأخذون من النص ما يوافق أهواءهم، ويدعون منه ما يخالفهم، فما أشبههم بمن خاطبهم الله تعالى بقوله: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في