وخلاصة كلام البخاري: أن كثير بن زيد اضطرب في إسناده على ثلاثة وجوه:
الأول: الحارث بن يزيد.
الثاني: الحارث بن أبي يزيد.
الثالث: سلمة بن أبي يزيد.
وفاته وجه رابع، وهو قول هشام بن عبيد الله الرازي: حدثنا سليمان بن بلال: حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة عن جابر مرفوعاً.
أخرجه ابن عدي (٦/ ٦٨) .
وذكره الذهبي من هذا الوجه في ترجمة كثير، ثم قال:
"وقد رواه البزار في "مسنده" عن عدة عن العقدي: حدثنا كثير بن زيد: حدثنا الحارث بن أبي يزيد عن جابر ... فهذا - مع نكارته - له علة كما رأيت".
يعني: الاضطراب، وهو من كثير بن زيد نفسه، وليس من الرواة عنه؛ فإنهم ثقات جميعاً على ضعف في الرازي.
والاضطراب دليل على أن الراوي لم يضبط الحديث ولم يحفظه، ولذلك كان الحديث المضطرب من أقسام الحديث الضعيف؛ حتى ولو كان الاضطراب من ثقة، فما بالك إذا كان من مضعف؛ كما هو الشأن هنا!
ثم إن الحارث بن يزيد - على الخلاف في أبيه كما رأيت - ليس بالمشهور؛ فقد أورده ابن أبي حاتم (١/ ٢/ ٩٤) . وقال:
"روى عن جابر. روى عنه كثير بن زيد، ومحمد بن أبي يحيى الأسلمي والد إبراهيم".