"وعكرمة هذا - الذي أشار إليه أبو داود -: هو أبو عمار عكرمة بن عمار العجلي اليمامي، وقد احتج به مسلم في "صحيحه"، وضعف بعض الحفاظ حديث عكرمة هذا عن يحيى بن أبي كثير، وقد أخرج مسلم حديثه عن يحيى ابن أبي كثير، واستشهد البخاري بحديثه عن يحيى بن أبي كثير"!
والحق: أن عكرمة هذا لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن في غير روايته عن ابن أبي كثير؛ قال الحافظ في "التقريب":
"صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب".
وقد أبعد المنذري النجعة؛ فلم يحم حول علة الحديث الحقيقية؛ خلاف موقفه في "الترغيب"؛ حيث أصاب كبد الحقيقة، حين قال - بعد أن عزاه لأبي داود وابن ماجه وابن خزيمة في "صحيحه" -:
"رووه كلهم من رواية هلال بن عياض - أو عياض بن هلال - عن أبي سعيد، وعياض هذا روى له أصحاب "السنن"، ولا أعرفه بجرح ولا بعدالة، وهو في عداد المجهولين". وقال الحافظ في "التقريب":
"مجهول". وقال الذهبي في "الميزان":
"لا يعرف، ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي كثير".
ومنه؛ تعلم أن موافقة الذهبي الحاكم على قوله:"إنه حديث صحيح الإسناد"! وهم، فلا يغتر به!
وللحديث علة أخرى؛ وهي الاضطراب؛ كما سبقت الإشارة إليه في التخريج؛