دعا عثمان بوضوء وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة، فجئته بماء؛ فغسل وجهه ويديه، فقلت: حسبك؛ قد أسبغت الوضوء والليلة شديدة البرد، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره، وقال:
"لا نعلم أسند محمد بن كعب عن حمران إلا هذا".
قلت: وكلاهما ثقة من رجال الشيخين.
وإسحاق بن حازم ثقة أيضاً.
وخالد بن مخلد - وإن كان من رجال "الصحيحين" -؛ فقد تكلم فيه جماعة، وساق له ابن عدي عشرة أحاديث استنكرها، وقد ساق بعضها الذهبي في "الميزان"؛ أحدها مما أخرجه البخاري في "صحيحه"، وقال الذهبي فيه:
"ولولا هيبة "الجامع الصحيح" لعددته في منكرات خالد بن مخلد ... ".
قلت: وأرى أنا أن هذا الحديث من منكراته؛ فإن الحديث في "الصحيحين" وغيرهما من طرق عن حمران به نحوه، وليس فيه قوله:".. وما تأخر".
وعلى هذا؛ فقول المنذري (١/ ٩٥) :
"رواه البزار بإسناد حسن"! وقول الهيثمي (١/ ٢٣٧) :
"رواه البزار، ورجاله موثقون، والحديث حسن إن شاء الله"!! ومثله قول الحافظ ابن رجب في "اختيار الأولى"(ص ١٥-١٦) :
"وإسناده لا بأس به"!!
إنما هو جرياً منهم جميعاً على ظاهر الإسناد، دون النظر إلى ما في متنه من