ولعل هذا الاختلاف إنما هو من العلوي نفسه - وهو مما يدل على ضعفه -؛ فقد تابعه على إرساله حفص بن غياث؛ كما رأيت فيما علقه البيهقي، وقد وصله في مكان آخر (٩/ ٣٠٢) من طريق أبي داود في "المراسيل" عن محمد بن العلاء عن حفص به مرسلاً؛ ولفظه:
"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في العقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين عليهما السلام: أن يبعثوا إلى القابلة منها برجل، وكلوا وأطعموا، ولا تكسروا منها عظماً".
وكذلك رواه الخلال من طريق أخرى عن حفص به مرسلاً؛ كما نقله ابن القيم في "تحفة المودود في أحكام المولود"(ص ٢٧ - هندية) ، ولم يسق منه إلا الشطر الأخير المتعلق برجل العقيقة.
والواقع أنني ما أخرجت الحديث هنا إلا من أجل الشطر المذكور وإلا، فطرفه الأول ثابت؛ لوروده في عدة أحاديث يقوي بعضها بعضاً، أقواها حديث عبد الله ابن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع قال:
لما ولدت فاطمة حسناً رضي الله عنهما قالت ... قال - صلى الله عليه وسلم -:
"احلقي شعره، وتصدقي بوزنه من الورق على الأوفاض أو على المساكين" - يعني: أهل الصفة -؛ ففعلت ذلك، فلما ولدت حسيناً؛ فعلت مثل ذلك.