أخرجه ابن أبي شيبة في "الإيمان"(رقم ٥٤ - بتحقيقي) ، وأحمد في "السنة"(١/ ٣٧٧/ ٨٢٠ - دار ابن القيم) ، والطبري في "التفسير"(١/ ٣٢٢) :
ورجاله كلهم ثقات، ولذلك؛ كنت قلت في التعليق على "الإيمان":
"حديث موقوف صحيح".
فتعقبني المعلق على "إغاثة اللهفان" بأنه منقطع بين أبي البخيري - واسمه سعيد بن فيروز؛ - لأنه لم يسمع من حذيفة، كما قال أبو حاتم وغيره!
فأقول: هذا لا يرد علي؛ لأني لم أصحح إسناده، وإنما صححت وقفه بالنسبة للمرفوع. على أن نسبة القول المذكور لأبي حاتم غير صحيح؛ لأنه لم يذكر في كتابه "المراسيل" في ترجمة (أبي البختري)(ص ٥١،٥٢) حذيفة في جملة الصحابة الذين لم يسمع منهم (أبو البختري) ، وإنما ذكر فيهم:(أبا سعيد الخدري) ، وكذا نقله عنه الحافظ في "التهذيب".
نعم؛ ذكره هذا تبعاً لأصله " تهذيب المزي" فيهم، فيكون الإسناد منقطعاً موقوفاً ومرفوعاً، وفي هذا علة أخرى؛ وهي ضعف ليث بن أبي سليم، مع مخالفته للأعمش. وبه أعله الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء"(١/ ١٢٣) . فمن الغرائب - بعد هذا - قول الحافظ ابن كثير في "التفسير"(١/ ٥٦ و ٣/ ٢٩٣) - بعدما ساق إسناد أحمد -:
"وهذا إسناد جيد حسن"!!
فغفل عن ضعف ليث، ومخالفته للأعمش، وعن الانقطاع بين أبي البختري وأبي سعيد!