قلت: والأقرب إلى الصواب أن يقال: ضعفه جداً ... بل إن ابن حبان اتهمه بالوضع، وقد ذكرت نص عبارته آنفاً. وأما البخاري فقد قال فيه:
"منكر الحديث". وهذا جرح شديد منه؛ كما سبق التنبيه عليه مراراً.
ثم إن الحديث رواه الطبراني في "الأوسط"(١/ ٥٠/ ١-٢) من طريق إبراهيم بن محمد بن عبيدة: حدثنا أبي: حدثنا الجراح بن مليح: حدثني إبراهيم ابن عبد الحميد عن الضحاك بن حمرة عن أبي نصيرة عن أبي رجاء العطاردي عن عتيق أبي بكر وعن عمران بن حصين الخزاعي مرفوعاً به؛ إلا أنه قال:
"بكل خطوة عشرون حسنة" مكان:
"بكل خطوة عمل عشرون سنة"؛ والباقي مثله.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، وفيه علل:
الأولى: الضحاك بن حمرة؛ مختلف فيه، وقد ضعفه البخاري جداً؛ فقال:
"منكر الحديث". وقال الحافظ في "التقريب":
"ضعيف".
الثانية: إبراهيم بن عبد الحميد؛ لم أعرفه.
وفي "اللسان" ثلاثة من الرواة بهذا الاسم والنسبة فلعله أحدهم؛ وثلاثتهم مجهولون (١) .
(١) هو ابن ذي حماية؛ كما في الإسناد الذي يليه في " الأوسط "، بل هو في طريق " الطريق " (١٨ / ١٣٩ / ٢٩٢) جاء مصرحا به كذلك، وهو ثقة عند الشيخ - رحمه الله -؛ كما تراه في " الإرواء " (٣ / ٣٢٦) . (الناشر)